يفاجئني الدكتور أحمد زويل كلما وصل مصر بمقابلة أو مكالمة يناقشني خلالها تفصيلا وتفنيدا في أحدث كتبي معجبا بما قلت أو مختلفا معي فيما ذهبت إليه، يتابع بدأب ويقرأ بإخلاص، ليس الأمر متعلقا بكتبي فقط،بل نتشارك في الحوار حول أحدث الروايات وأهم الكتب هذا عالم كبير وفذ إذن ومشغول لشوشته ومع ذلك يقرأ ويطلع ويتحصل علي معلومات وأفكار جديدة وأول مشاويره في القاهرة تكون في مكتباتها مشتريا ومقتنيا لأحدث ما صدر وأهم ما نشر.
الحال نفسه مع مرموق ومشغول آخر هو الدكتور محمد البرادعي الذي يكاد يتلو غيبا مقاطع من كتابات قرأها أو آراء توقف عندها لمؤلف كتاب أو دراسة لفيلسوف.
آه.. هولاء ناس تقرأ وهذا هو الفرق الفارق بينهما مثلا وبين نخبة مصرية أكاد أظنها جاهلة وفخورة بجهلها وأمية وسعيدة بأميتها، يتحفك سياسيون بارزون أو مسئولون كثيرون أو إعلاميون مسيطرون أو فنانون ومبدعون بحجم الجهل المنتفخ المتسرطن كالورم في كلامهم وحواراتهم وتصريحاتهم، تتأكد أن معلوماتهم ضحلة وأفكارهم لا تستند إلي أي معرفة ولا تراهم يوما يستشهدون بمقولة كاتب أو حكمة مفكر أو بيت شعر أو حدث تاريخي أو حتي قصة شعبية فيما يقولونه ويرددونه، يخلو كلامهم من أي دليل علي أن هولاء قرأوا كتابا في حياتهم أبعد من سلاح التلميذ والأضواء.
نعرف أن العرب لايقرأون، وطبعا ولا المصريون، ومن الصعب ربما من المستحيل أن تشاهد في عربة مترو أو قطار راكبا يمسك كتابا ويقرأ فيه، قد تجده يقرأ المصحف مثلا وهو للأسف قد لايفهم في الغالب معاني كلماته وتدبر آياته!
المشكلة ليست في الشعب الذي لا يقرأ، بل في أن النخبة التي تحكمه أو تدير حياته أو تشغل دماغه في الإعلام هم خُشُبٌ مسندة في الثقافة لا يعرفون شيئا عن تاريخهم القديم ولا المعاصر، ولم يتبينوا حقائق دينهم، ولا يملكون المعرفة إلا قشورا تافهة جمعوها من سماع هنا أو هناك. طبيعي إذن - مع هذا الجهل المشرف - أن ينتشر التعصب والتطرف والتسطح بين الشعب وفي الشعب!
العائلة المصرية نفسها مؤسسة ضد الثقافة والقراءة؛ الأب يعاقب ابنه لو وجده يقرأ في غير كتب الدراسة، والأم تنتفض ضد ابنها لو ضبطته يقرأ كتابا في السياسة، المصريون يقرأون - لو قرأوا - كتيبا عن الحجاب، أو مأثورات حسن البنا، أو عدة صفحات تشبه ملخصات ومذكرات الدروس الخصوصية تحمل عنوانا من نوعية التحذير من الشيعة أو أفضال السور والأدعية!
سهل جدا، بل طبيعي ومصر ميح لهذه الدرجة أن يركبها التطرف والتعصب أو السلبية والبلاهة وغياب المنطق والتفكير العقلاني.. ناس لا تقرأ ماذا تنتظر منهم؟
لا حكومة تقرأ، ولا حتي معارضة، ولا نخبة الإعلام أو الفن، ولا الشعب طبعًا.. العقل المصري عجينة لينة وطرية لأي اختراق من رجل دين أخرق أو قسيس متعصب؛ لأن الجهل سيد الأخلاق!
الحال نفسه مع مرموق ومشغول آخر هو الدكتور محمد البرادعي الذي يكاد يتلو غيبا مقاطع من كتابات قرأها أو آراء توقف عندها لمؤلف كتاب أو دراسة لفيلسوف.
آه.. هولاء ناس تقرأ وهذا هو الفرق الفارق بينهما مثلا وبين نخبة مصرية أكاد أظنها جاهلة وفخورة بجهلها وأمية وسعيدة بأميتها، يتحفك سياسيون بارزون أو مسئولون كثيرون أو إعلاميون مسيطرون أو فنانون ومبدعون بحجم الجهل المنتفخ المتسرطن كالورم في كلامهم وحواراتهم وتصريحاتهم، تتأكد أن معلوماتهم ضحلة وأفكارهم لا تستند إلي أي معرفة ولا تراهم يوما يستشهدون بمقولة كاتب أو حكمة مفكر أو بيت شعر أو حدث تاريخي أو حتي قصة شعبية فيما يقولونه ويرددونه، يخلو كلامهم من أي دليل علي أن هولاء قرأوا كتابا في حياتهم أبعد من سلاح التلميذ والأضواء.
نعرف أن العرب لايقرأون، وطبعا ولا المصريون، ومن الصعب ربما من المستحيل أن تشاهد في عربة مترو أو قطار راكبا يمسك كتابا ويقرأ فيه، قد تجده يقرأ المصحف مثلا وهو للأسف قد لايفهم في الغالب معاني كلماته وتدبر آياته!
المشكلة ليست في الشعب الذي لا يقرأ، بل في أن النخبة التي تحكمه أو تدير حياته أو تشغل دماغه في الإعلام هم خُشُبٌ مسندة في الثقافة لا يعرفون شيئا عن تاريخهم القديم ولا المعاصر، ولم يتبينوا حقائق دينهم، ولا يملكون المعرفة إلا قشورا تافهة جمعوها من سماع هنا أو هناك. طبيعي إذن - مع هذا الجهل المشرف - أن ينتشر التعصب والتطرف والتسطح بين الشعب وفي الشعب!
العائلة المصرية نفسها مؤسسة ضد الثقافة والقراءة؛ الأب يعاقب ابنه لو وجده يقرأ في غير كتب الدراسة، والأم تنتفض ضد ابنها لو ضبطته يقرأ كتابا في السياسة، المصريون يقرأون - لو قرأوا - كتيبا عن الحجاب، أو مأثورات حسن البنا، أو عدة صفحات تشبه ملخصات ومذكرات الدروس الخصوصية تحمل عنوانا من نوعية التحذير من الشيعة أو أفضال السور والأدعية!
سهل جدا، بل طبيعي ومصر ميح لهذه الدرجة أن يركبها التطرف والتعصب أو السلبية والبلاهة وغياب المنطق والتفكير العقلاني.. ناس لا تقرأ ماذا تنتظر منهم؟
لا حكومة تقرأ، ولا حتي معارضة، ولا نخبة الإعلام أو الفن، ولا الشعب طبعًا.. العقل المصري عجينة لينة وطرية لأي اختراق من رجل دين أخرق أو قسيس متعصب؛ لأن الجهل سيد الأخلاق!